نص كتابي للمحاضرة باللغة العربية
لمشاهدة المحاضرة كاملة هنا
د. دينا كيوان
اسمي دينا، وأنا أستاذة جامعية في التعليم المقارن في جامعة برمنغهام. كما أنني مديرة برنامج البحث “الإعاقة تحت الحصار” مع العديد من شركائي الموجودين هنا اليوم من لبنان، والأردن وفلسطين. يعمل هذا البرنامج على تطوير شبكات لمعالجة مشكلة عدم التحاق معظم الأطفال ذوي الإعاقة بالمدارس في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، سيتحدث عدة أشخاص اليوم عن مشروعنا الاخر وهو، ” اللامؤسساتية “، الذي ينظر في تجارب الأشخاص ذوي الإعاقة في مؤسسات الرعاية في لبنان وفلسطين.
يتم تسجيل هذا الويب ينار، ولدينا ترجمة للغة الإشارة البريطانية ولغة الإشارة العربية، بالإضافة إلى خاصية الكتابة الفورية للكلام المسموع. تمّ تفعيل خاصية ” spot light “على مترجمي لغة الإشارة البريطانية ولغة الإشارة العربية، وتتوفر خاصية الكتابة الفورية للكلام المسموع عن طريق النقر على مربع Live captioning في أسفل الشاشة. سوف يقوم المتحدثون بفتح الكاميرا اثناء القاء كلمتهم. اما جلسة الأسئلة والأجوبة فستكون بعد فقرة المتحدثين.
للأسف، لم يتمكن الفريق في غزة من الانضمام إلينا، لكن أعضاء آخرين من الضفة الغربية ولبنان سيتحدثون عن مشروع اللامؤسساتية وسوف يقومون بمشاركتنا النتائج النهائية.
دعوني أقدم لكم أصدقائي وزملائي هنا. لدينا الدكتورة مها شعيب، مديرة مركز الدراسات اللبنانية، والتي ستقوم بالاشراف على هذه الندوة. سنعرض فيديو قصير يحتوي على شهادة شيرين، وهي صحفية وناشطة في مجال الإعاقة في قطاع غزة.
المتحدثة الأولى هي سوزان متولي، باحثة أكاديمية في معهد الصحة العامة والمجتمعية في جامعة بيرزيت. وهي متخصصة في أبحاث التدخل في مجال الإعاقة والصحة النفسية. لقد عملت لسنوات عديدة على أبحاث التدخل في مجال الإعاقة وتركز حالياً على الأبحاث التشاركية. ستقدم أيضًا شذى أبو سرور، باحثة بجامعة بيرزيت وناشطة في مجال الإعاقة.
المتحدثة الثانية هي البروفيسورة جسبير بوار، أستاذة ومديرة الدراسات العليا في دراسات المرأة والجندر في جامعة روتجرز وزميلة زائرة في جامعة كولومبيا البريطانية. هي مؤلفة الكتاب المعروف ” The Right to Maim: Debility, Capacity, Disability “. المتحدثة الثالثة هي الدكتورة عتاب شعيب، باحثة أكاديمية في مجال التصميم الجامع ومتخصصة في مجال الإعاقة في مركز الدراسات اللبنانية. هي حاليًا باحثة زائرة في مجموعة التصميم الجامع في جامعة كامبريدج.
أهلاً وسهلاً بالجميع، وأهلاً وسهلاً بالحضور. سأنتقل الآن إلى مها.
د. مها شعيب
شكراً لكِ، دينا. إنه لمن دواعي سروري أن أكون هنا. من المحزن أن نجري هذه المحادثة، ولكن من الرائع أن يكون الجميع هنا معًا. هذا الحدث من تنظيم جامعة برمنغهام، ومركز الدراسات اللبنانية، ومركز REAL، ومركز CanNER في جامعة كامبريدج. أعتقد أن ما نحاول القيام به الآن، وهو ما بدأتِ به يا جسبير منذ بضع سنوات، هو إعادة السياسة إلى مجال الإعاقة. فقد تم تحييد الإعاقة بشكل كبير وعلى نطاق واسع. نتحدث عنها غالبًا إما من الناحية الطبية أو الاجتماعية، ولكن نادرًا ما نتحدث عنها كقضية سياسية، كما تجادلين في كتابك، جسبير، فيما يتعلق بتشويه الفلسطينيين كاستراتيجية للإكثار من الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع.
أود أيضًا أن أذكر أن العديد من زملائنا من جامعة غزة لم يتمكنوا من الانضمام إلينا بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة. ربما تكونون على علم بأن أكثر من 100 أكاديمي قد تم اغتيالهم وقتلهم على يد الجيش الإسرائيلي، ونتيجة لذلك لم يشعر زملاؤنا بالأمان للانضمام إلينا اليوم. ومع ذلك، سنحاول مشاركة بعض أفكارهم من خلال هذه المحاضرات.
آمل أن نتمكن اليوم من زيادة الوعي عن القضايا المتعلقة بالإعاقة. وكما هو معروف الان فإنّ فلسطين لديها أكبر وأعلى نسبة من بتر الأطراف في العالم و في أي مجتمع. هذا تحدٍ كبير يتعين على المجتمع الفلسطيني التغلب عليه. في الوقت نفسه، هناك مواقف سلبية سائدة مرتبطة بالإعاقة. لذا فإن التحديات الاجتماعية والمادية والطبية والسياسية هائلة. ومن أحد المواضيع التي سنحاول تسليط الضوء عليها هو دور حركة الإعاقة ودور البحث العلمي في هذا المجال. فنحن كباحثين في مجال الإعاقة، كنا نتساءل كيف يمكننا إجراء أبحاثنا بشكل مختلف لإظهار كل هذه الأبعاد السياسية للتشويه وتعمّد احداث اعاقات، ولكن أيضًا كنا نتساءل كيف يمكن معالجة بعض من هذه التحديات التي يواجهها هؤلاء الأفراد من ذوي الإعاقة ؟
لن أطيل الحديث. آمل أن نتمكن من إجراء مناقشة جيدة في النهاية. بالنسبة لأولئك الذين يحتاجون إلى الترجمة، يمكنكم الضغط على زر الترجمة. سننتقل الآن إلى فيديو من شيرين، ناشطة ذات إعاقة من غزة، تشارك تجربتها.
[مشكلة تقنية في الفيديو]
للأسف، لدينا مشكلة تقنية في نظام الصوت. أعتذر عن ذلك. لقد بذلت شيرين جهدًا كبيرًا لمشاركة بعض التجارب التي يواجهها الأشخاص ذوي الإعاقة في الوقت الحالي. تخيلوا الظروف الصعبة عند النزوح ومحاولة البقاء على قيد الحياة في الحرب كشخص لديه إعاقة. عندما لا تتوفر لك الرعاية الطبية، وتعيش في مكان تدمرت فيه البنية التحتية بالكامل. سنشارك هذا الفيديو على موقع مركز الدراسات اللبنانية حتى تتمكنوا من مشاهدته. يا للأسف، لم تتمكن شيرين من الانضمام إلينا اليوم بسبب مشاكل الاتصال وكذلك التهديدات لحياتها، كما أن العديد من الناشطين لا يشعرون بالأمان في الوقت الحالي.
لذا، سننتقل إلى المتحدثين التاليين، سوزان وشذى، اللتين شاركتا في دراسة عن اللامؤسساتية . كما ذكرنا، لم نتمكن من الاستمرار في القيام بأعمالنا كالمعتاد والتصرفّ وكأنه ليس هناك حرب. لذلك أعتقد أن سوزان وشذى ستشاركان معنا الآن ما يعنيه الحديث عن اللامؤسساتية في الوقت الذي تدمرت فيه جميع المؤسسات. الكلمة لكما، سوزان وشذى.
سوزان متولي
شكراً لك. نعم، عملنا على دراسة اللامؤسساتية، التي تتكون من ثلاثة أجزاء. كان الجزء الأول مراجعة الأدبيات حول اللامؤسساتية على المستوى العالمي والمحلي. كما قمنا ببعض الزيارات للمؤسسات الرعائية السكنية للتعرف أكثر على خدماتهم وآرائهم حول التأسيس والسير قدماً نحو اللامؤسساتية . ثالثًا، سنقدم اليوم المشروع التجريبي الذي عملت عليه شذى.
تركز الدراسة على تجارب الأشخاص ذوي الإعاقة الذين عاشوا أو يعيشون حاليًا في مؤسسات ايوائية في الضفة الغربية، وما تعنيه مؤسسات الإعاقة لهم ، وكيف يرون فكرة الغاء المؤسسات واللامؤسساتية .
شذى هي باحثة أكاديمية وتعمل معنا في هذا المشروع. هي ناشطة في مجال الإعاقة. ستقدم شذى عرضًا موجزًا عن المشروع التجريبي لإلغاء المؤسسات – اللمؤسساتية، ثم تركز على الوضع الحالي للأشخاص ذوي الإعاقة في الضفة الغربية تحت الاحتلال. الكلمة لكِ الآن، شذى.
مها
هل شذى معنا؟ هل فقدت شذى الاتصال؟ أعتقد ذلك.
أقترح أن نتابع حتى تعود شذى. هل ننتقل إلى جسبير؟ الكلمة لك، وبعد ذلك يمكننا العودة إلى شذى بمجرد أن تتمكن من الاتصال من رام الله.
جسبير، الميكروفون مغلق لديك.
البروفيسورة جسبير بوار
أعتذر عن ذلك. شكراً جزيلاً لدعوتي للمشاركة اليوم في هذه المحادثة المهمة جداً. أود أن أشكر مها وعتاب على الدعوة وكذلك على تنظيم الجوانب اللوجستية. يجب أن نشير إلى مدى صعوبة هذا السياق – إنه لحظة لا تصدق أن تكون لدينا لقطات من غزة الآن تتحدث عن ماذا يعني أن تكون لديك اعاقة في غزة في هذا الوقت. أردت فقط أن أعبر عن تقديري لهذا الجهد. على الرغم من الثغرات التكنولوجية، لكن هذه هي الصور والوسائل التكنولوجية التي نملكها في الوقت الحالي.
أردت أن أبدأ بتلخيص جلسة مائدة مستديرة استضفتها في جامعة شيكاغو في ربيع عام 2022 بعنوان “الإعاقة تحت الحصار: فلسطين“. شارك فيها العديد من المتحدثين الذين هم معنا اليوم.
البروفيسورة دينا كيوان وكذلك شذى أبو سرور، وأيضاً الجراح الترميمي غسان أبو سته الذي ربما شاهدتموه على التلفاز وتويتر بعد عودته من غزة، وياسمين سنونو التي هي أستاذة وباحثة متخصصة في الإعاقة في المجال التعليمي في فلسطين. بالإضافة إلى ذلك، انضمت البروفيسورة نادرة شلهوب–كفوركيان إلى المناقشة. أردت مراجعة بعض النقاط الرئيسية من تلك المحادثة، خاصة وأنها ذات صلة كبيرة بما نتحدث عنه اليوم.
بدأت دينا بالحديث عن التوقعات بأنه بحلول عام 2050، سيصل عدد الأشخاص ذوي الإعاقة إلى 25% من سكان العالم. وتحدثت عن كيفية تفاقم ذلك بسبب الصراع والأزمات والفقر وتغير المناخ العالمي. وأشارت دينا إلى أن هذا الأمر ليس مهماً فقط في خدمة هذا القطاع من السكان، بل في كيفية تغيير فهمنا لما يعنيه أن تكون إنساناً ومواطناً في العالم. إحدى النقاط التي يشهدها الجمهور العالمي اليوم في سياق الإبادة الجماعية في غزة هي هذا النوع من التغيير الأساسي فيما يعنيه رؤية ومشاهدة تعمّد احداث اعاقات جماعية، وما يعنيه من فهم الإعاقة والنزوح على نطاق واسع.
أشارت دينا أيضاً إلى أن الكثير من الأبحاث حول الإعاقة قد أجريت في العالم الشمالي على الرغم من أن معظم الأشخاص ذوي الإعاقة يعيشون في العالم الجنوبي. وغالباً ما يُذكر أن 80% من الأشخاص ذوي الإعاقة يعيشون في العالم الجنوبي، مما يعني أن هذه الزيادة في السكان من ذوي الإعاقة إلى نسبة 25% سيحدث بشكل غير متناسب في القسم العالمي الجنوبي. مرة أخرى، إنّ 80% من الأشخاص ذوي الإعاقة في العالم الجنوبي يعاد تكييفه بشكل جذري عندما ننظر إلى الإعاقة الجماعية التي تحدث في غزة الآن. تتساءل دينا عن حدود الإعاقة وكيف يمكن تفعيل مفهوم الإعاقة في السياق الفلسطيني، حيث هناك الكثير من احداث العنف والنقص الكبير في مراعاة حقوق الإنسان للجميع. تقدم مثالاً عن الصحة النفسية، الذي أعتقد أننا سنسمع المزيد عنها، حيث أنّ الكثير من السكان قد أصيبوا او سيصابون بصدمات نفسية. لذا، فإنّ الإعاقة ليست شيئاً ثابتاً؛ إنها مستمرة، متواصلة، ومتغيرة.
كما أنّ هناك جزء من هذا النقاش مرتبط بأعمال مهمة لريتا جاقمان، التي ما زالت تكتب عن الإعاقة وتاريخ تنظيم حركة الإعاقة والناشطين في مجال حقوق الإعاقة في فلسطين لأكثر من 20 عاماً. كما تحذر دينا من مخاطر التراتبية في اوضاع الإعاقة، خاصة في مكان تحدث فيه الإعاقات بسبب الحرب والاحتلال، حيث تصبح وصمة كما انها قد تُعتبر عملاً بطولياً ايضاً، كما انّ الإعاقات الذهنية هي من أكثر الاعاقات عرضة للتنمر والوصم . يمكننا التحدث عن كيفية ارتباط المفهوم السياسي للبطولة وكيفية ارتباطه بالرواية البطولية للسياسات الحالية. فبمجرد انتهاء الحرب، ليس من الضرورة ان تكون بطلاً. ومع ذلك، هذه تراتبيات معروفة موجودة ضمن حالات الإعاقة.
ناقش معنا غسان أبو سته الإصابات من مسيرة العودة الكبرى، التي حدثت من 30 مارس 2018 إلى 27 ديسمبر 2019. أصيب حوالي 33,000 فلسطيني في غزة، أُصيب 8,000 منهم برصاص القناصة، وكان 90% من بين هذه الإصابات اشخاص فقدوا الأطراف السفلية. يجادل غسان بأن المسيرة الكبرى هي نقطة تحول حاسمة ليس فقط في تاريخ فلسطين، بل في التاريخ الاستعماري كأكبر عمل يتعمدّ احداث اعاقات جماعية. يشير غسان أيضاً إلى دورة حياة المصاب، من لحظة إصابة القناص له إلى العمليات الجراحية المتعددة التي يخضع لها الشخص المصاب – من 10 إلى 20 عملية جراحية ضرورية ولازمة لإصلاح الأطراف المصابة، ومعالجة فقدان العظام، ومعالجة تقصير الأطراف الذي يؤثر على قدرة الشخص على المشي، ومعالجة تدمير مفاصل الركبة. يصف هذه الدورة الكاملة كنوع من قفل الأجساد في دورة من التشويه والألم.
تطرح ياسمين سنونو ما تسميه “الحلقات الثلاثية للتشويه“. تتكون هذه الحلقات من ثلاثة عناصر تشكل النظام الهيكلي الذي يحاول قمع المقاومة الفلسطينية: الأول هو التشويه المتعمد، الثاني هو الاستهداف المستمر وتدمير البنية التحتية، خاصة في غزة على مر سنوات الحصار، والثالث هو ممارسات الفصل العنصري – تقييد الحركة والتنقل، البيئة المعيقة غير المؤهلة التي تحدّ من امكانية الوصول إلى الرعاية الطبية.
أشارت شذى إلى أنه من الصعب التمييز بين النشاط الذي يقوم به الأشخاص ذوي الإعاقة والناشطين الاجتماعيين والسياسيين. فالاحتلال هو السبب الرئيسي للعديد من الأزمات التي يعاني منها الفلسطينيون ككل، سواء كانوا ذوي إعاقة أم من دون اعاقة. النقطة المهمة هنا هي أن الجميع مستهدفون. كما أشارت شذى إلى أن خدمات التأهيل وإعادة التأهيل كانت أفضل بكثير قبل 2006 إلى 2008 عندما بدأت المنظمات الدولية الى الترويج لاتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. ما فهمته من شذى هو أنه كان هناك تغيير في فهم تجارب الأشخاص ذوي الإعاقة في فلسطين، وأن ترجمة الأطر الحقوقية إلى سياسات أدت في الواقع إلى ما أسمته تدهوراً في تقديم الخدمات. كما أثارت شذى قضية السجناء السياسيين في السجون الإسرائيلية الذين يعانون من الإهمال الطبي، وهو موضوع كبير أعتقد أنه لم يتم التركيز عليه بما يكفي.
أرادت نادرة أن نربط الزمن بالإعاقة. قدمت ما أسمته “ملامح انتهاك فترة الطفولة” كجزء من تحليلنا للإعاقة. تصف ذلك بأنه “إلغاء الطفولة“، وهو إطار أصبح الان مألوفاً لنا جميعاً. تعرّف نادرة “إلغاء الطفولة” بأنه عمل سياسي للعنف مصمم لخلق وتوجيه وتحكّم وتحويل الأطفال المستعمرين إلى اشخاص خطرين. وبالطبع، وهذا ما نشهده يحدث الآن فيما يتعلق بالطريقة التي تم بها استهداف الأطفال لأبادتهم جماعياً في غزة وظهور ما أُطلق عليه أكبر مجموعة من الأطفال المبتوري الأطراف في التاريخ. كما أرادت نادرة أن نركز على منظمات الأشخاص ذوي الإعاقة، وأشارت إلى مجموعة من الأشخاص المبتوري الأطراف وهم يلعبون كرة القدم. كما أرادت التفكير في إيجاد طرق لتحدي ما أسمته “سياسة دولة البندقية في الجسد” لذلك اتسأل ، أين يمكننا ان نجد القدرة لتعطيل وايقاف هذه القوة المتعمّدة لإحداث الاعاقات؟
في الجزء الأخير من هذا النقاش، سأتحدث قليلاً عن العمل الذي قمت به حول تاريخ التشويه في فلسطين. ما أعنيه بالتشويه هو الاستهداف للإصابة كاستراتيجية تدعي الحفاظ على الحياة، ولكنها في النهاية تسبب ابادة جماعية. أي أنها تعمل كآلية محددة من خلال الخطاب الإنساني، كنوع من الهدية أو المعروف. لكن في النهاية، حدوث الإصابة بدلاً من القتل يساهم فعلاً في حدوث الإبادة الجماعية بطريقة دقيقة وممنهجة. أردت أن أشير مرة أخرى إلى أن مسيرة العودة الكبرى 2018، التي أزداد فهمي لها كنوع من البروفة المظلمة لهذه الإبادة الجماعية الحالية، يمكن أن تكون لها العديد من البدايات. يمكننا التحدث عن النكبة، واحتلال 1967، أو ما حدث خلال الانتفاضة الأولى عندما طبق وزير الدفاع آنذاك إسحاق رابين سياسة “كسر عظامهم” الشهيرة. كان رابين يستجيب لمخاوف دولية بشأن العدد الكبير من القتلى وطبق هذه السياسة لمعاقبة المتظاهرين الفلسطينيين. كان يأمل في تجنب الانتقادات الدولية للقتل الجماعي، ولكنه في الوقت نفسه كان قادراً على ادعاء موقف إنساني تجاه الفلسطينيين. تتراوح تقارير عدد الفلسطينيين الذين قتلوا خلال السنوات الست الأولى من الانتفاضة الأولى بين 1100 إلى 2000، ولكن عدد الإصابات وصل إلى 120,000، مع ما يصل إلى 60,000 منهم في غزة، وما لا يقل عن 25,000 من هؤلاء كانوا أطفالاً. أربع هجمات عسكرية على قطاع غزة منذ عام 2006 – 2006، 2008-2009، 2012، و2014 – تركت ما لا يقل عن 177,000 فلسطيني من غزة مصابين. نرى خلال حرب غزة 2014 أن هناك نوعاً من العرض لموت أكثر من 2000 مدني، وهي الأرقام التي كان الناس يولونها اهتمامًا، بينما كان أكثر من 10,000 إصابة غير ملحوظة تقريباً. هذه حالات يكون فيها التشويه ذا قيمة تكتيكية كطريقة للحفاظ على عدد قتلى منخفض، أو لخلق المزيد من الدمار دون جذب الانتباه، أو كلاهما، مع اعتبار الإصابة انه شيء عرضي أو غير مقصود وغير متعمد. يمكنك أن تلاحظ كيف تتم عملية التشويه في هذه الحالات بطريقة يتمّ تغليفها للجمهور العالمي على انه عمل إنساني، أليس كذلك؟ أعتقد أنه يمكننا ان نلاحظ تحولاً منذ مسيرة العودة الكبرى حيث اصبحت غزة مسرحاً لهذا النوع من التشويه المتعمّد والصريح. لم يعد الأمر عرضياً أو غير مقصود، بل هو متعمّد في حجمه وكثافته. لذلك لا يمكن اعتبار عملية القنص واستهداف الأشخاص هو شيء عرضي ولا يمكن للنظام الليبرالي اقناعنا بأنّ التشويه هو نتيجة حتمية للحروب.
شاهد الجمهور العالمي هذا المسرح وأقره، وأعتقد أن الإقرار مهم جداً هنا فقد تم تعليم المجتمع الدولي، كما هو ظاهر حالياً في القيمة التفاضلية بين الحياة الإسرائيلية والفلسطينية، ثم تمكنوا من استيعاب أن الأجساد الفلسطينية هي اجساد متضررة بطبيعتها. خلال مسيرة العودة الكبرى، كان الإعلام الجماهيري يعرض بانتظام صوراً لصفوف من الرجال الفلسطينيين مبتوري الأطراف في كراسي متحركة، مضمدين، وعلى عكازات. هذه الصور كان لها تأثير أيديولوجي لا يمكن إنكاره، وأعتقد أنها كانت نوعاً من المرحلة التمهيدية أو التجريبية لقبول واستيعاب النوع من الصور التي نراها اليوم. ذكرت مها أن فلسطين لديها أعلى عدد من حالات بتر الأطراف في العالم، لدرجة أن البتر أصبح يُعتبر أزمة صحية في غزة. لكن هناك أيضاً طريقة تحاول بها إسرائيل إنتاج البتر كنوع من الإصابة المميزة للفلسطينيين. هناك الكثير مما يمكن قوله عن ذلك، لكنني أردت أن أنهي بالقول كم هو مهم أن نفهم أن مئات الآلاف، إن لم يكن مليوني فلسطيني، ممن سوف ينجون من هذه الإبادة الجماعية – شوف يصبحون أشخاص مصابين، مشوهين، لديهم اعاقات و قد نقشت سمة الابادة الجماعية على أجسادهم والتي ستبقى معهم ومع الأجيال القادمة. وسوف نتعلم منهم ما يعنيه البقاء على قيد الحياة والتعايش مع الإعاقة وأخيراً الازدهار والتطوّر والتكيّف مع هذه الإعاقات .
لدينا هذه الصور لأشخاص مبتوري الأعضاء وللفلسطينيين يجمعون أجزاء الاجسام المتناثرة لأحبائهم، ويعيدون تجميع الأطراف التي تم تفكيكها – ما أسمته نادرة شلهوب–كفوركيان “علم الجثث” – لكنها تشير أيضاً إلى الإصرار على جمع الأجزاء معًا، والإصرار على أن تكون كيانًا مختلفاً ومتكاملاً. لقد تحدثت نادرة بقوة عن مشهد جمع الأجزاء الممزقة أو ما اعتبرته مرحلة تثبيت هذه الصور في الذاكرة. ومن الجدير ذكره انّه بالرغم من اتباع الدولة المستعمرة منهج البتر لإظهار قوتها، لكن العديد من الفلسطينيين ما زالوا يرفضون الخضوع لهذه القوة.
شكراً لكم.
مها
شكراً جزيلاً، جسبير. كان هذا رائعاً. هناك العديد من الأمور التي آمل أن نتمكن من مناقشتها.
سننتقل الآن إلى المتحدثة التالية، شذى. أثناء قيامنا بذلك، أود أن أعتذر عن بعض المشاكل التقنية. في الوقت الحالي، نقوم أيضًا بإجراء دراسة كجزء من برنامج “الإعاقة تحت الحصار” حول الحراك الاجتماعي لمجتمع الأشخاص ذوي الاعاقة. أعتقد أن الطريقة التي نتناول فيها موضوع الإعاقة تتأثر بالبحث الذي نقوم بإنتاجه، وهو بحث غير سياسي إلى حد كبير، ولكنه يسلط الضوء على زاوية معينة ضيقة ومتحيزة، فتصبح الإعاقة موضوع منفصلاً نتعمق بدراسته بدلاً من دراسته بطريقة شاملة تتخطى مفهوم الاعاقة ، كما كنتِ تقولين. على سبيل المثال، في لبنان، كانت حركة الإعاقة خلال الحرب الأهلية فريدة من نوعها من حيث أنها كانت تتناول حقوقًا مختلفة – ليس فقط حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بل حقوق العديد من المجموعات الأخرى، وكان لها أجندة سياسية للغاية. للأسف، مع مرور الوقت، أصبحت هذه الحركة أكثر وأكثر تحييداً. هناك الكثير مما يمكن قوله عن الأبحاث العلمية التي تتجاهل موضوع الإعاقة و تجارب الأشخاص ذوي الإعاقة، وكيفية تفاعلهم معها وأيضاً كيفية تطورهم في المجتمع. نأمل أن نتمكن من تناول هذه القضية المتعلقة بالبحث ونوع الأبحاث المتعلقة بالإعاقة، وأيضاً لماذا لا نرى المزيد من الأبحاث التي تُجرى من زاوية سياسية واجتماعية.
شذى، آمل أن تكوني معنا الآن حتى نتمكن من الانتقال إلى—
لا؟ ربما ما زالت هناك مشاكل في الاتصال. هل ننتقل إلى عتاب ؟ الكلمة لكِ.
عتاب
مرحبًا، أعتقد أن شذى معنا. شذى معنا، تحتاج فقط إلى تفعيل الميكروفون.
شذى
هل تسمعونني؟
مها
نعم، الكلمة لكِ، شذى. نحن جاهزون.
شذى أبو سرور
نعم، شكرًا جزيلاً لاستضافتي في هذا الندوة عبر الإنترنت. أود أن أبدأ بإخباركم قليلاً عن بحثنا حول المؤسسات واللامؤسساتية. كان مشروعًا تجريبيًا، مما أتاح لنا الفرصة لتدوين بعض الملاحظات حول كيفية توثيق اوضاع الأشخاص ذوي الإعاقة وتجاربهم، سواء كانوا يتواجدون حاليًا في المؤسسات أو كانوا في مؤسسات سابقًا. بحثنا عن أسباب بقائهم هناك، وهل وكيف تم تضمينهم أو إشراكهم في اتخاذ القرار لبقائهم في تلك المؤسسات، وما هي العوامل في بيئتهم التي دفعتهم ليقيموا في هذه المؤسسات الايوائية .
بحثنا في المعاملة التي يتلقونها في تلك المؤسسات من قبل الكوادر العاملة هناك، من المعلمين، أو المربيات، وكيفية تواصلهم مع الكوادر العاملة، وطبيعة الخدمات المقدمة في تلك المؤسسات. كما استفسرنا عن الأنشطة الغير أكاديمية التي تشارك فيها تلك المؤسسات، بهدف معرفة ان كانت هذه النشاطات تعزز مفهوم الفصل والإقصاء ام انها تعزز مفهوم الإدماج للأشخاص ذوي الإعاقة. حاولنا أيضًا معرفة وجهات نظرهم حول المؤسسات الخدماتية الغير إيوائية أو اللامؤسساتية ، لمعرفة ما ان كانوا يعتقدون أنها فكرة يمكن تطبيقها في الوضع الحالي أم لا، والعوامل المؤثرة لمشاركة آرائهم بحرية.
تشير بعض النتائج إلى أن الأشخاص ذوي الإعاقة لم يتم مشاركتهم في اتخاذ القرار للبقاء والعيش في تلك المؤسسات. عادةً ما يتخذ الآباء تلك القرارات دون إشراكهم، مع مراعاة التدابير الخاصة بالإعاقة والفئة العمرية للأشخاص من ذوي الإعاقة. كما وجدنا أن المعاملة التي يتلقونها في تلك المؤسسات غالبًا ما تكون غير إنسانية، مع وجود تقارير وأدلة عن تعرضهم للعنف من قبل مقدمي هذه الخدمات، سواء كانوا معلمين أو مربيات.
وعلى الرغم من هذه الظروف الصعبة، غير ان بعض الأفراد لم يكن لديهم مشاعر عدم الرضى من هذه المؤسسات. والعديد منهم كانوا في حيرة. فبعضهم وجدوا أصدقاء في المؤسسات وتمكنوا من التواصل معهم، خاصةً الأشخاص الذين لديهم صعوبات في السمع. لقد اعتبروا ان هذا التواصل مهم جدًا، ولا يمكن توفيره في منازلهم. كما شددّ البعض الاخر على أهمية المجتمع الذي يسهل تشكيله في تلك المؤسسات، مما يجعل من الصعب أحيانًا اتخاذ قرار المغادرة، على الرغم من أنّ البعض منهم تعرضوا لأشكال متنوعة من العنف.
كان هناك تباين في وجوهات النظر بالنسبة لمفهوم المؤسسات الغير ايوائية والمؤسسات الدامجة. فقد فضل بعض المشاركين المؤسسات الغير ايوائية ولكنهم لم يكونوا متأكدين إن كانوا يفضلون المنظمات المتعلقة بالإعاقة الغير ايوائية أو المؤسسات التعليمية الدامجة المفتوحة والمتاحة للجميع.
سأتوقف هنا عن الحديث عن هذا البحث. وكما تعلمون، تمر فلسطين بوضع درامي. هذه الحرب مستمرة منذ ثماني سنوات. تعاني غزة مما يسميه الكثيرون حرب إبادة جماعية. كما تواجه الضفة الغربية العديد من السياسات والممارسات من قبل الاحتلال الإسرائيلي، مما يؤثر على جميع الفلسطينيين، وخاصة الأشخاص ذوي الإعاقة.
تحدثت مع ممثلي منظمات الإعاقة الذين ذكروا أن العديد من المناطق قد أُغلقت، مما يمنع الأشخاص ذوي الإعاقة من الوصول إلى مؤسساتهم التأهيلية والتعليمية. فقد العديد من الفلسطينيين، بمن فيهم الأشخاص من ذوي الإعاقة، وظائفهم، مما زاد في تفاقم الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية معاً. وقد أصبح الوصول إلى الاحتياجات الأساسية مثل الطعام أمراً صعبًا.
يعدّ نزوح المجتمعات، وخاصة المجتمعات البدوية، قضية كبيرة أيضًا. لا تمتلك منظمات الإعاقة بيانات تفصيلية عن كيفية تأثير النزوح على الأشخاص ذوي الإعاقة. كما ان ّ العمليات العسكرية والهجمات قد زادت من تعقيد الوضع، مما يجعل من الصعوبة بمكان على الأشخاص ذوي الإعاقة من الإخلاء أو التحرك. كما انّ الخوف والعجز هو الشعور العميق الذي يشعر به الأشخاص من ذوي الإعاقة.
ونحن كأشخاص من ذوي الإعاقة في الضفة الغربية، نشعر بهذا العجز الشديد عندما نسمع عن الوضع في غزة. ونحن كناشطين في مجال الإعاقة عملنا يبقى محدودًا في وجه هذه الظروف الصعبة. وبما أن أصدقاءنا في غزة لم يتمكنوا من الانضمام الينا هنا، سأشارك معكم بعض القضايا التي أرادوا تسليط الضوء عليها.
فم يؤكدون أن الحياة في غزة قد تم تدميرها بالكامل. لا يملك العديد من الأشخاص من ذوي الإعاقة الوقت الكافي للإخلاء والنزوح أو الوصول إلى المعلومات، خاصةً الذين لديهم صعوبات في السمع أو الذين لديهم اعاقات ذهنية. فالنزوح والإخلاء هما من المشاكل الكبرى لديهم خاصةً مع كثرة الأنقاض وانعدام الظروف المعيشة الملائمة لاحتياجاتهم. انهم يفتقرون إلى إمكانية الوصول إلى الخدمات التأهيلية والطبية، والعديد من السلع الأساسية، بما في ذلك الأجهزة التيسيرية المساعدة والأدوية، فهي من الأشياء التي لا يُسمح بدخولها إلى غزة.
هناك أيضًا قضايا تتعلق بالسجناء السياسيين من ذوي الإعاقة. فقد تمّ اعتقال شخص واحد من ذوي الاعاقة الجسدية وتوفي تحت التعذيب. وهناك العديد من الأشخاص ذوي الإعاقة في السجون، ويواجهون ظروفًا قاسية، بما في ذلك الحرمان من الطعام والكهرباء والماء والعلاج الطبي. الوضع حرج جداً.
شكرًا جزيلاً لاستضافتي. أعتذر إذا استغرقت وقتًا طويلاً، ولكن هذه القضايا حرجة.
مها
شكراً جزيلاً لك، شذى. نأمل أن نتمكن من مناقشة كل هذه القضايا الهامة بشكل أكبر. عتاب، الكلمة لك.
عتاب
مرحبًا بالجميع، هل يمكنكم رؤية شاشتي؟
مها
نعم.
الدكتورة عتاب شعيب
حسنًا، سأتحدث عن كيفية التفكير بشكل شامل في معالجة قضايا الإعاقة في فلسطين.
نعلم أنه وفقًا لاتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التابعة للأمم المتحدة، تضمن المقدمة و المادة 11 والمادة 25 من الاتفاقية نصاً يتضمن حماية وسلامة الأشخاص ذوي الإعاقة في مناطق النزاع والحروب. ولكن، كما هو الحال مع العديد من اتفاقيات الأمم المتحدة الأخرى، فإن هذه القوانين قد تم انتهاكها من قبل الجيش الإسرائيلي، ولم يتم أخذ أي من اتفاقيات الأمم المتحدة بعين الاعتبار أو احترامها.
سأشارككم قصة نهيل، وهي ناشطة في مجال الإعاقة تعيش حاليًا في غزة. وهي تستخدم كرسي متحرك. تقول: “خلال هذه الحرب، اضطر الأشخاص ذوي الإعاقة إلى النزوح إلى مناطق متعددة. لماذا لم يكن هناك منظمة مخصصة لضمان نزوحهم الآمن؟ كان ينبغي أن تكون سلامتهم في سلم الأولويات. هذه الحرب هي الأصعب ليس فقط بالنسبة لنا، ولكن بالنسبة للمجتمع بأسره، ومع ذلك فإنّ الأشخاص ذوي الإعاقة هم من يواجهون صعوبات بشكل اكبر.”
نستطيع أن نرى مدى خطورة الوضع، وسأشارك بعض الإحصاءات من ReliefWeb. هذه البيانات تعود إلى 20 أيار عندما كان عدد النازحين كبيرا. معظم سكان غزة تم تشريدهم عدة مرات. 85% من السكان نزحوا لعدة مرات، ربما ست أو سبع أو ثماني مرات. في كل مرة، يجب عليهم ترك جميع ممتلكاتهم والانتقال إلى مكان آخر، والأشخاص ذوي الإعاقة يواجهون صعوبات أكبر في هذا النزوح. تقريبًا 40% نزحوا خلال الأسبوعين الماضيين، وكثير منهم قد نزحوا لعدة مرات.
لا نملك إحصاءات دقيقة حتى الآن، ولكن هناك عدد متوقع يبلغ 71,000 شخص قد أُصيبوا، و5000 منهم قد أصبحوا من ذوي الاعاقة. سأشارك بعض البيانات من زميل في جمعية أطفالنا للصم. أجروا مسحًا بين يناير وفبراير 2024 مع 1600 شخص مع وبدون إعاقة في غزة.
74% يقولون إن الإرشادات الرسمية للطوارئ ليست دامجة وصعبة التطبيق. 82% أشاروا إلى أن جميع التعليمات أثناء الأزمات لا تحتوي على تفسيرات بلغة الإشارة. 65% من الأشخاص ذوي الإعاقة و75% من مقدمي خدمات الطوارئ غير مدربين على الإخلاء الآمن وحماية أنفسهم أثناء الطوارئ. 100% من الأشخاص ذوي الإعاقة أشاروا إلى أن البنية التحتية لملاجئ النزوح غير قابلة للوصول. هناك نقص في إمكانية الوصول إلى مناطق اللجوء، ومرافق الحمامات، والأجهزة المساعدة. 85% افتقروا إلى الخدمات الطبية وواجهوا صعوبات في تلقي الاحتياجات الطبية. العديد منهم لديهم أمراض مزمنة بالإضافة إلى إعاقتهم ويحتاجون إلى العلاج الطبي مثل غسيل الكلى أو علاجات امراض السرطان، والتي لا يمكنهم الوصول إليها.
83% فقدوا أجهزتهم المساعدة. 98% من النساء والفتيات أفدن بمواجهة تحديات معقدة في الحصول على احتياجاتهن الشخصية مثل النظافة والمنتجات الصحية. 92% أفادوا بأن الحمامات لا تلبي معايير الخصوصية الخاصة بهم، لا سيما للأشخاص الذين لديهم إعاقات بصرية ومستخدمي الكراسي المتحركة الذين يحتاجون إلى المساعدة. 95% من الأطفال مع وبدون إعاقات أفادوا بمواجهة نقص في الدعم الطبي. 97% من هؤلاء الأطفال يعانون من البكاء المستمر ونوبات الهلع. 80% من هؤلاء الأطفال يواجهون صعوبات في التعبير عن مشاعرهم، و80% يواجهون نقصًا في الحفاضات، خاصة الأطفال ذوي الإعاقة.
فيما يتعلق بالبنية التحتية، 313 مدرسة تضررت جزئيًا. 107 مدارس وجامعات دُمرت بالكامل. 88 مستشفى ومركزًا صحيًا خارج الخدمة. 206 مباني تراثية دُمرت. 189 مبنى حكومي دُمّر بالكامل. كنا نعمل على كيفية تفعيل المادة 19 من اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بشأن السير قدماً نحو اللامؤسساتية للأشخاص ذوي الإعاقة . وفقًا لفهمي، كان هناك ست مؤسسات في غزة تقدم خدمات للأشخاص ذوي الإعاقة، وكثير منها دُمر. الأشخاص ذوي الإعاقة منتشرون في كل مكان ولا يحصلون على أي خدمات.
انتقلنا نحو إلغاء المؤسسات ونحو اللامؤسساتية ، ولكن بأي معنى؟ ليس لدينا أي خدمات للأشخاص ذوي الإعاقة. الأشخاص ذوي الإعاقة ليسوا في المؤسسات، لا يحصلون على خدماتهم، وليس لديهم خدمات دامجة أثناء النزوح.
دُمرت ثلاث كنائس. 604 مساجد دمرت بالكامل. 160 مؤسسة صحية دُمرت جزئيًا.
فيما يتعلق بالبتر، كما ذكرت جسبير وشذى، لدينا أعلى عدد من الأشخاص الذين تعرضوا للبتر.
في غزة، كان هناك مركزين: مستشفى الشيخ حمد، الذي أُنشئ في عام 2016، وتعرض لأضرار بالغة في المراحل الأولى من الحرب، ومركز الأطراف الصناعية وشلل الأطفال، الذي لا يمكن الوصول إليه حاليًا من قبل الموظفين والمرضى. هذا يعني أن الأشخاص الذين تعرضوا للبتر لا يمكنهم الحصول على المساعدة التي يحتاجونها. فيتوجب حملهم وهم يعتمدون على الآخرين.
ماذا يتوجب علينا القيام به في الوضع الحالي؟ يجب أن يكون هناك استجابة إنسانية شاملة ودامجة. ينبغي إعطاء الأولوية لجعل أماكن النزوح مكيفة و امكانية للوصول اليها ، وتوفير حمامات متنقلة يسهل الوصول اليها واستخدامها ، وتوفير الأجهزة المساعدة، والدعم الصحي، والأدوية، والأمن الغذائي، والمياه النظيفة، وأدوات النظافة، والاحتياجات الأساسية للأطفال مثل الحليب، والحفاضات، والملابس، والبطانيات، وتقديم الدعم النفسي الاجتماعي لهم يجب توفير هذه الأشياء فورًا حتى يحدث وقف إطلاق النار أو تتوقف الحرب.
بعد الحرب، يجب أن يكون لدينا نهج شامل للتعافي عبر جميع الخدمات. وهذا يعني الاخذ بعين الاعتبار للتنوع والاختلافات بين المستخدمين لذلك يحب مراعاة احتياجات الأشخاص من مختلف الفئات العمرية، والتنوع الجندر ي، والتنوع الجسدي ، والتنوع العرقي والاثني ، تلبية احتياجات العائلات ، والأشخاص من ذوي الإعاقة المختلفة دون التركيز على فئة معينة من الاعاقات وخاصة مستخدمي الكرسي المتحركّ.
كما يجب أن نغير مفهومنا عن الاعاقة ، وننتقل من النهج الطبي إلى التركيز على المفهوم الاجتماعي وإزالة المعوقات في البنية التحتية والخدمات التي تحد من إمكانية الوصول.
“لا شيء عنا بدوننا” يجب أن تكون هي القاعدة. هذا يعني اتباع نهج تشاركي والتشاور مع مختلف الأشخاص، بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة والمنظمات المتخصصة في الإعاقة كمقدمي الخدمات في تطوير وتنفيذ ومراقبة خطط الطوارئ وإعادة الإعمار. كما يجب علينا تحديد الشركاء المحتملين لوضع إرشادات جامعة ومعايير إمكانية الوصول التي تشمل جميع التدابير من النقل إلى امكان النزوح.
وكما لاحظنا نقصًا في البيانات، لذا يجب توفير البيانات وجعلها متاحة للجميع.
يجب الزامية اتباع ّ التصميم الجامع وإمكانية الوصول في إعادة إعمار غزة. يشمل ذلك جميع أنواع المباني: المستشفيات، والمدارس، والجامعات، والمناطق السكنية، والأماكن العامة، وخدمات الاتصالات، والمعلومات.
التدريب وبناء القدرات أمران أساسيان. توفير التعلم الجامع والدامج بين اختصاصات متعددة وبناء القدرات لجميع القطاعات والخدمات، لا سيما الرعاية الصحية، والتعليم، ودعم الصحة النفسية، والعلاج الطبيعي، والأطراف الصناعية، وما إلى ذلك. كما يجب أشراك الأشخاص ذوي الإعاقة والخبراء في مجال الدمج في هذه التدريبات. تطوير البرامج الأكاديمية، والبحوث، وحملات التوعية التي تركز على الخبراء في المنظمات المحلية في غزة وفلسطين.
إطلاق حملات توعية إعلامية لخطط الطوارئ الدامجة، وجعلها متاحة للقطاعات العامة والخاصة.
سأنهي برسالة من شيرين، التي بدأنا بها الندوة عبر الإنترنت. شيرين ناشطة فقدت بصرها خلال هجوم في غزة عام 2002. تقول: ” عندما فقدت بصري احتجت عدة سنوات لإعادة تأهيل نفسي ، فما بالك وانا افقد الان مدينتي بكل محتوياتها … البشر والشجر والحجر والذكريات والامنيات .
اكثر ما يرعبني في الحرب.. ليس الموت .. بل ان أفقد أحد اطرافي او اكثر فتصبح إعاقتي مزدوجة او ان افقد اسرتي الجميلة فأصبح وحيدة … شعور مرعب جداً. الان ونحن نعيش حرب إبادة لكل شي … امنيتي الوحيدة هي الحياة … الحياة فقط. “
نرى هنا قوة رسالة البقاء على قيد الحياة. الأشخاص ذوي الإعاقة، مثلهم مثل الأشخاص بدون إعاقة في غزة، لديهم الحق في العيش والاستمتاع بالخدمات مثل أي أشخاص آخرين في العالم. سأنهي عرضي بصورة تظهر فتاة شابة ترتدي حجابًا ونظارات، تحمل حقيبة سوداء كبيرة، تمشي وخلفها أنقاض. هناك رسومات تمثل التعليم، والعالم، والة الحسابة، وكلمات بالعربية تقول “مدرسة على الشارع“، وشعار آخر يقول “كن النور للجميع“. هذا يمثل صمود الفلسطينيين، الذين يريدون أن يكونوا النور للجميع وسوف يعيدون بناء غزة بشكل دامج.
شكراً لكم.
مها
شكرًا لكِ عتاب. أعتقد أنه يمكننا الآن الانضمام جميعًا معًا. إذا كان بإمكانكِ إيقاف مشاركة الشاشة، من فضلك.
حسنًا، أعتقد أن جميع المشاركين الآخرين، المتحدثين، هنا. حسنًا، شكرًا جزيلاً لتسليط الضوء على العديد من المواضيع المتعلقة بالإعاقة. من الأشياء المهمة التي نحاول القيام بها في هذه الجلسة هي تسليط الضوء على معالجة إشكالية عدم مراعاة العديد من العلماء والباحثين عن موضوع الإعاقة في فلسطين، وفي الوقت نفسه، غالبًا ما يغيب موضوع الأشخاص ذوي الإعاقة تحت الاحتلال عن المناقشات العلمية. نتيجة لذلك، يتم تهميشهم أكثر من قبل العديد من العلماء والباحثين. ما كنا نأمله اليوم هو جمع هاتين المناقشتين معًا والتفكير في نوع البحث الذي نحتاجه، وكذلك دور مجتمع الإعاقة والناشطين والباحثين والمنظمات في مجال الاعاقة، وطرح تساؤلات عن المسؤولية الملقاة على عاتقهم في فترة ما بعد الحرب المحتملة.
إذا كان لديكم أي أسئلة، يرجى إرسالها في قسم الأسئلة والأجوبة، وسنقوم بتوجيهها إلى المحاضرين.
حتى الآن، ليس لدينا أي أسئلة.
ربما يمكن ل دينا أيضًا أن تشاركنا بعض الأفكار. دينا، وأعتقد أن ريتا موجودة معنا أيضًا، والعديد من الحاضرين الذين يعملون في هذا المجال منذ فترة.
ربما يمكنني أن أسأل جسبير، دينا، عتاب، وسوزان، ما هي الأولويات التي ترونها للباحثين والعلماء في هذا المجال؟ ما هي القضايا التي نحتاج إلى معالجتها بشأن الأشخاص ذوي الإعاقة وما يحدث في فلسطين؟
دينا
يمكنني أن أشارك بعض الأفكار، ليس فيما يخضّ ماهية تلك القضايا، ولكن اود ان اتحدث أكثر عن الأماكن التي يتوجب ان تنتج تلك الافكار المتعلقة بهذه المواضيع. كما ذُكر سابقاً بالفعل، انّ العديد من الإنتاج العملي يأتي من العالم الشمالي . وانّ معظم ممولي البحوث والباحثين أنفسهم يعرفون أهمية الانصاف وتكافئ الفرص والتشبيك والتعاون في إنتاج المعرفة الشاملة. اود ان أقول إننا بحاجة إلى علماء في المنطقة مضطلعون على قضايا ومشاكل المنطقة وغير منعزلين عن الواقع، دون التفكير في أن هذه القضايا هي قضايا تخصّ المختصين في مجال الإعاقة فقط . وكما قيل سابقاً، يمكن للإعاقة أن تكون مساحة غير سياسية إلى حد كبير. وهناك مناهج مختلفة لدراسة الإعاقة. فعندما قمنا بعملنا البحثي لمشروع “الإعاقة تحت الحصار“، وجدنا انّ العديد من الأبحاث الأكاديمية في المنطقة قد أجريت إما في كليات الطب أو كليات التربية والتعليم، ومعظم هذه الأبحاث مرتكزة على الجوانب العلاجية. فنحن لم نصادف دراسات عن موضوع الإعاقة في مجال العلوم الاجتماعية أو الإنسانية على الإطلاق في المناهج الدراسية أو البحثية في المنطقة. وقد لاحظنا انّ اكثر الاعمال الديناميكية هي خارج المؤسسات الأكاديمية، وقد تمتّ من خلال التعاون والشراكة بين الأكاديميين والناشطين في مجال الإعاقة، وفي أشكال متعددة خارج اطر إنتاج المعرفة. وفي الغرب، يتمّ ربط الموضوع سياسيًا بمعنى أنه يتم تأطيره كحق إنساني ويتبع نموذجًا اجتماعيًا، ولكنه ليس سياسيًا من حيث فهم الجغرافيا السياسية المتعلقة بالإعاقة.
مها
شكرًا، دينا. هل من أحد آخر؟
جسبير؟
دينا
عذرًا، هل يمكننا إحضار ريتا؟ لا أستطيع رؤيتك. ريتا، تحتاجين إلى إلغاء كتم الصوت لديك.
ريتا
هل تسمعونني الآن؟
مها
نعم، شكرًا.
ريتا
أود أن أكمل ما كانت تقوله دينا حول الكثير من العمل البحثي في العالم الشمالي عن العالم الجنوبي. يجب أن نقوم بأبحاثنا الخاصة. مع ذلك، بالنسبة للإعاقة، أعتقد بصدق أنه من الضروري الآن محاولة سد الفجوة بين الناشطين الحقوقيين من ذوي الإعاقة والبحث والعمل بجد لتمكين الأشخاص من ذوي الإعاقة على للقيام بالأمرين. هما مهارتان مختلفتان تمامًا، ولكن الأشخاص ذوي الإعاقة يحتاجون أيضًا إلى اكتساب مهارات بحثية وهم يحتاجون إلى إجراء أبحاثهم الخاصة وأن يكونوا قادرين على كتابة تقارير تجذب انتباه الحكومات والمنظمات الدولية، ويمكن توثيق تلك التجارب والخبرات. وهذا النهج هو نهج يختلف تماماً عن منهج المناصرة. أعتقد أن هذا هو المشروع الذي نتطلع إليه في السنوات الخمس المقبلة في المعهد، من خلال العمل مع شذى وأشخاص مثل شذى وناشطين في مجال الإعاقة وباحثين ليتمكنوا من تطوير مهاراتهم وإبراز قصص الأشخاص ذوي الإعاقة هنا.
مها
شكرًا، ريتا. كان من المثير للاهتمام متابعة ما قالته دينا. عندما قمنا بمراجعة الأدبيات حول ما تم إنتاجه في لبنان حول الإعاقة، وجدنا أن الكليات، مثل علم الاجتماع أو التعليم، غالبًا ما تمتنع عن الانخراط في قضايا الإعاقة خارج التعليم الخاص. في علم الاجتماع، لا يزال الموضوع غائبًا؛ لا يُنظر إليه على أنه موضوع شعبي. جسبير، ثم سنتناول سلسلة من الأسئلة. الكلمة لك، جسبير.
جسبير
أردت أن أثني على ما قالته دينا حول كيفية ارتباط الإعاقة بالسياسة بمعنى حقوق الإنسان في السياق الغربي أو العالم الشمالي، ولكنها ليست سياسية بمعنى الجغرافيا السياسية. يعود هذا إلى ما قالته، مها، حول عدم تطرق علماء الإعاقة لفلسطين، وهو ما يزال الحال العام في أمريكا الشمالية. أستطيع على الأقل التحدث عن ذلك السياق. حتى في سياق هذه الإبادة الجماعية، كان هناك صراع في الجامعات الأمريكية الشمالية لجعل علماء دراسات الإعاقة النقدية يتناولون فلسطين بشكل هادف، هذا اذا تم تناولها على الإطلاق. بمعنى “بشكل هادف“، أعني ليس كنقيض للرواية المتطرفة كأمر يحدث في مكان آخر، بل كموضوع مرتبط بالمحاور العابرة للحدود الوطنية لإنتاج الإعاقة في جميع أنحاء العالم، والتي تكون مرتبطة بالبنى التحتية العسكرية، وتدهور البنى التحتية الصحية في جميع أنحاء العالم، إلخ.
اننا نحتاج إلى التوقف عن إنتاج فلسطين كمساحة استثنائية غير عادية، وبدلاً من ذلك يجب ان نراها كمكان للتواصل. ففي المناهج الدراسية الأمريكية الشمالية، ما زلنا نلاحظ تبايناً واضحاً بين العالم الشمالي والعالم الجنوبي، مع تماسك العالم الجنوبي غالبًا من خلال مناطق مثل فلسطين. لا يزال هناك مقاومة كبيرة في تنظيم حقوق الإعاقة الكثير منها ظل صامتًا تمامًا في أمريكا الشمالية في ظلّ الإبادة الجماعية في غزة. وقد يبدو انه قد اتخذ القرار باعتبار فلسطين منطقة منعزلة ليست لها أية ارتباطات او علاقة بموضوع حقوق الإعاقة. والجدير ذكره ان الطريقة المثلى لفهم حياة الفلسطينيين من ذوي الإعاقة وتعمّد انتاج الإعاقة هو ربط هذين المفهومين ضمن الإجراءات التي تنتج هذه الاعاقات. فأزمة البتر في غزة هي أزمة انتاج متعمّد، ولا يمكننا أبدًا أن نغضّ البصر عن الوكيل في هذا الإنتاج: الا وهو الاستعمار الاستيطاني والعنف الممنهج الإسرائيلي.
حتى عندما يتم دمج الأدبيات من فلسطين، يتم ذلك غالبًا كطريقة لملء المناهج الدراسية، بدلاً من فهم حقيقي لما يعنيه معالجة موضوع الإعاقة والإعاقة الجماعية. ومعظم دراسات الإعاقة النقدية في أمريكا الشمالية غالبًا ما تفتقر إلى القدرة على معالجة هذه القضايا بشكل كامل، رغم أن الأمور تتغير ببطء.
مها
شكراً، جسبير. هناك عدد من الأسئلة. هذا الحدث مسجل، وستكون التسجيلات متاحة على الموقع الإلكتروني. يمكننا إرسال بريد إلكتروني لكم حول ذلك. سيكون متاحًا على موقعي “الإعاقة تحت الحصار” والدراسات اللبنانية.
هل هناك باحثين من ذوي الاعاقة في فلسطين، وفي أي الجامعات يمكنني الاتصال بهم؟ قد يكون من الأفضل التواصل مع سوزان وشذى وريتا. يمكنهم توجيهك.
سؤال لجسبير وآخرين: هل يمكنكم التحدث بشكل محدد عما ترونه مفيدًا وقابلًا للتطبيق في النظريات والنماذج السائدة التي تقدمها دراسات الإعاقة في الأكاديميا الأوروبية الأمريكية، وما هو غير مفيد أو غير قابل للتطبيق على الوضع في فلسطين؟
جسبير
أعتقد أن كيث روزنفيلد طرح هذا السؤال وهو معنا هنا. ان المشكلة تظهر في الغالب عندما يتجه الاهتمام في النظر الى الأكاديميا الأوروبية الأمريكية. ونحن نحتاج إلى عكس هذا المسار لنجد من سيخبرنا بوضع الإعاقة في فلسطين، وكيف تُعاش، وكيف تُفهم. يجب أن لا ننظر دائمًا إلى الأكاديميا الأوروبية الأمريكية للحصول على التوجيه والإرشاد، بل بدلاً من ذلك نتعلم من الابحاث القادمة من المنطقة لتكن من أولويات ومرتكزات هذه الاعمال.
مها
شكراً، جسبير. سأرى إذا ما زال لدينا أي أسئلة أخرى. انّ عنوان المتحدثين متاحة على الإنترنت، لذا إذا قمت بزيارة الموقع يمكنكم التواصل معهم .
هناك سؤال من باميلا: حسب رأي انّ استخدام الإنترنت عند توفره هو وسيلة للتعلم عن بعد. هل يمكننا استخدام هذه الوسيلة للأراضي المحتلة عن بعد لضم الناشطين في مجال الإعاقة الفلسطينيين في المنح الدراسية في الخارج؟ أريد أن أرى المزيد من الأحداث مثل هذه.
عتاب، ربما يمكنك إعطائنا فكرة. لقد عملت سابقاً في لبنان على بحث بعد انفجار بيروت وقمت بتقييم كيفية تجاهل احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة وكيف يمكن تلبية هذه الاحتياجات في حالات الطوارئ بطريقة دامجة؟ هل يمكنك إخبارنا عن ذلك؟
عتاب
الأمر مشابه إلى حد كبير. لاحظنا أنه في لبنان، لم يكن هناك خطة طوارئ على الإطلاق. ومع ذلك، بغض النظر عن الخطة التي تضعها، ما حدث في غزة يتجاوز أي خيال. إنّ القتل الجماعي يمنع توفير جميع الخدمات للأشخاص ذوي الإعاقة. وقد لاحظنا حتى عندما انتقل الناس إلى الخيام، فقد تمت مهاجمتهم هناك. نحتاج إلى توفير خدمات مكيفة ومهيئة للجميع لضمان تلبية احتياجات الناس، ولكن يجب علينا أيضًا التفكير في كيفية التعاون وتحقيق ذلك بعد الحرب. نحتاج إلى معايير وكتيبات ارشاد لإعادة اعمار المدارس، والمستشفيات، والمباني لتكون دامجة ، وضمان أن تكون جميع البنى التحتية مهيئة وسهلة الوصول اليها واستخدامها.
مها
شكراً لكِ. نحن نقترب من نهاية الوقت المخصص لنا. هناك العديد من المواضيع التي بالكاد تطرقنا لها . اليوم، قمنا بتسليط الضوء على هذا الموضوع. هناك العديد من القضايا، مثل المفهوم الاجتماعي والطبي للإعاقة، التي لم نتحدث عنها. وكيف ستتأثر حياة النساء مقابل الرجال؟ الجوانب المختلفة لكيفية تأثير الإعاقة على الحياة وكيف سيتعامل المجتمع مع المجموعات المختلفة ويتجاوب معها. وهذه مواضيع تتطلب الكثير من العمل. آمل أن نكون قد بدأنا في مناقشة الامر. آمل أن يواصل زملاؤنا في مجال الإعاقة التفاعل والاستجابة للاحتياجات الملحة، وآمل أن يركز المزيد من الأكاديميين والباحثين عمى يحدث في فلسطين. كما آمل أن يتبنى زملاؤنا في الاختصاصات المتنوعة الأخرى في ادراج الإعاقة كواحدة من المواضيع التي يمكن ان تتقاطع مع أعمالهم بدلاً من الاستمرار في تجاهلها.
شكرًا جزيلاً لكم جميعًا على الحضور. سيتم نشر الفيديو لاحقًا على قناتنا على يوتيوب. شكرًا لكم جميعًا. وعمتم مساءاً.
وداعًا.
شكرًا لكم.
شكرًا للجميع