لا بدّ أن يستعدّ لبنان، البلد الذي يعاني الصراع والفساد وأوجه عدم المساواة الطويلة الأجل، لمواجهة جائحة جديدة أصابت العالم. وفي ظل انهيار القطاع المالي والاقتصادي، جاءت الجائحة لتُفاقم الوضع السيئ بشكل أو بآخر، الأمر الذي أدى إلى تضخم مدمّر وخفض قيمة الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأمريكي. وبينما كان البلد يشهد إغلاقًا مطولًا آخر للمساعدة في السيطرة على معدلات الإصابة، أدى انفجار مدمّر في بيروت إلى مقتل 200 شخص وإصابة أكثر من 6000 شخص. وبلغ الدمار والأضرار الناجمة عن الانفجار أكثر من 10 كيلومترات. وقد كان لهذه الأزمات المتفاقمة تأثير خطير على السكان ككل، ولا سيّما الفئات الأكثر ضعفاً وحرماناً. وأثّر ضعف البنية الأساسية للنظام على العديد من القطاعات، ولكن، على وجه الخصوص، النظام التعليمي الذي ترك العديد من الأطفال من دون إمكانية الالتحاق بالمدارس.
يتناول هذا التقرير تأثير جائحة كوفيد-19 على الوصول إلى التعليم وجودته للأطفال في لبنان. وتضمنت الدراسة مسحًا الكترونيًا أُجري للطلاب والمعلمين عبر منصة SurveyMonkey. واستهدفنا المجيبين المحتملين في جميع محافظات لبنان. وأجرى المسح 916 مشاركًا، من بينهم 582 طالبًا و334 معلمًا. وفي ما يتعلق بجنسية المجيبين، فإن ما يقرب من ثلثي الطلاب لبنانيون، في حين أن ثلثهم لاجئون، ومعظمهم سوريون. وتغطي النتائج أربعة محاور رئيسية: التأثير الاجتماعي والاقتصادي على الطلاب والمعلمين، والوصول إلى التعليم، وجودة التعليم، ومدى جهوزية الطلاب لإجراء الامتحانات الرسمية.